الثلاثاء، 10 يناير 2012

بسـاطة..........بدويـــــــــــــــة {1}..{2}..{3}



بساطة..........بدويــــــــــــــــــة{1}1  



كان ذلك اليوم مثله مثل أيام كثيرة مرت إستيقظت مبكراً من النوم جلست على حافة السريــر برهة


حتى أستجمع قواي وأعي ماحولي ومن ثم أضأت المصباح الخافت الذي بجواري لأرى الساعة تشير


لإقترابها من الرابعة والنصف صباحاً أي أنه حان آذان الفجر وبينما أنا أحاول ربط الوقت بمواعـــيد الآذان


سمعت المؤذن ينادي بآذان الفجر وظللت أردد معـه النداء إلى أن وصـل إلى (الصلاة خيرٌ من النوم) و


عندها وقفت وأتممت معه النداء وقصـدت الحمام لأغتسل وأتوضـأ وبعدها إرتديـت ثيابي وتوجهت إلى


المسجد وفي طريقي إلى المسجد قابلـت جاري الحاج مختار سلمت عليه وبعد أن رد التحـية سألته:


أين سليمان إبن أختك الصغـير فهو في العادة يأتـي معـك ولكني لا أراه اليـوم عسى أن يـكون بخير ؟


فأجابني: وجدته نائماً ولم أشأ أن أزعجه عله متعب فهـو مازال صغيراً ... وأثقلت خطواتي حتـى أرافقه


لأنه كبير في السن وأظنه قد بلغ التاسعة والسبعين من العمـر ويعاني ضعفاً في النـظر وخـــفـت أن


يتعـثر في الطريق ولذا لأزمــته حتى بلغنا المسجد , وتمنيت أن يطول الطـريق بنا حتـى تطول رفقتي


معه فكم أعجب به , بالرغم مـن كبر سـنه وضعف نظره يحـافظ على صلـواته فـي المـسجد وبــالأخص


صلاة الصــبح وصلاة العشاء , وبعــد صلاة الصـبح لا يخرج من المــسجد إلا بعد شروق الشمس ومن


بعد يذهب إلى بيته ويضع كرسيه أمامه ويجلس ليدير مذياعه ويسمع نشرة الصباح حتى ينتهي الظل


الذي يجلس فــيه وتبلغ مــكانه الشمس ويدخل منــزله فهذه بداية يومه الذي تعود عليها منذ سنيين


عديـدة بعدما أحــيل للمــعاش , شتّـان بينه وبيـن شباب كثيـرين فهـو بالـرغم من شيخوخته لا يغفل


صلاة في المسجد....
.



بسـاطة..........بدويـــــــــــــــة {2}1}




يومٌ بدايته كانت طبيعية كما ذكرت لم يكن فيها تغيير يكــاد يذكر , بعد أن أتيـــتُ إلى المنـــزل عائـداً

أدراجي من المسجد الذي لا يبعد عنا كثيراً, أشعلت الموقد ووضعت عليه الماء حتى يغلي لاضع فيه

الشاي وأصبه على كوب وأحتسيه قبل ذهابي إلى السوق كالعادة ,,,ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفت أمام المنزل عسى أن تأتي عربة (كارو) لأصـل بها إلى السوق فهــي الوسيلة الوحيدة هنا لأنه

لا توجد لدينا المواصلات الحديثة كما في المدينة , حيث السرعة فــي كل شئ ( الحركة, إيقاع الحياة

العمل) , والإزدحام وتجــدد الأحداث , لكني لا أحبها فقـــد ذهبت إليها مرةً واحدة قبل سنين عديدة لا

أذكرها ولكن أذكر أنني ذهبت مع عمــي بعد إلحاحي عليه كثيراً , كان ذهابه بغـرض العلاج فهو يعاني

من داء السكري ولـم يكن الدواء متــوفراً في الشفخانة الوحيدة فــي البلدة فهي صغيرة ولا تتـوفر فيها

أدوية كثيرة, يذهب عمي كل فترة ليأتي بدوائه من المدينة ....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

هاهي عربة كارو آتـية تحمل بعض البضائـع لكن لا بأس فإنني أعرفه إنه عـم بشارة الذي يسكن بجــوار

صديقي أبايزيد , أشرت له لكن لـم يرني فأقتربت حتى منتصف الطريق ثم رآني فتوقف حتى ركبت معه

وألقيت عليه التحية فرد علي:مرحباً يابني كيف حالك لعلّك ذاهبٌ إلى السوق؟فأجبته موافقاً.ركبت معه

وبدأ يسترسل في الحديث تارةً في حديــثه عن مــاضي البلدة وكيــف كانت تضـــج بالسكان و سوقها

ملـئ بشتى أنواع البضائـع ومواسم الزراعة وأيضاً الحصاد كلها أشياء إختلـف حالها الآن بعد هجرة كثير

مــن السكان إلى المديـنة حيث أصبـح العـمل فـي البلدة لايـفي متطلباتهم اليومية والضرورية ...وتـــارةً

يتحــدث عن غلاء المعـيشة وكيـف أن جــوال الذرة إرتـفع سعره ليبلغ خمسة عشر جنيهاً ويقــارن ذلك

بسعره فـي الماضـي ووفـرته من الزراعة المحلية فــي البلـدة غـير الآن فــإنه يـأتـي مـن المـديــنة لأن

غـالبية المـزارعين تركوا الزراعة وتـركوا أراضيهم منهم من هاجر إلـى المدينة ومـنهـم من تـرك الـزراعة و

منهم من إمتهن عملاً آخراً فإن الزراعة أصبحت لا تغطي تــكاليـفـها وذلـك لـغلاء الجـازوليـن الذي تعـمل

به الوابورات وأيضاً غلاء قطع الغيار ,,,,ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

هاقد وصلـنا , شكـراً ياعـم بشارة فاجابني عفواً يابني وربـنا يعينك في هذا الزمان, ذهبت منه وتركته

يسترسل في ذكرياته كعـادة كل شيخ في سنه تـارة تبـدو ملامحه حزينة وتـارة يبتسم عنـدما يكون

يكون كلامه عن ذكرياته في شبابه,,,,ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ



 
بسـاطة..........بدويـــــــــــــــة {3}1}


                                                                                    
وصلت إلى السوق وإتجهت صوب متجر العياش بغرض جلب بعض طحين الذرة ,لكن يبدو أني أتيت مبكراً

هاهو مازالت أبوابه مغلقة لا بأس أذهب للمقهي في الناحية الأخرى من السوق وهنـــــــاك لا أحتار في

من أقضي معه بعض الوقت ريثما يفتح المتجر , ترجلت من مكاني قاصداً المقهى لأنه لا خيار أفضــــل من

ذلك فهناك يتجمع الكثير من سكان البلدة ويأتون من مختلف الأماكن منهم الزراع والتجار وسائقي العربات

التي تأتي بالبضائع المختلفة من المدينة وعادةًما يصلوا مبكرين بحيث يتم تفريق البضائع وبذلك تكون متوفرة

لدي التجار ,فهناك تتوفر جميع أخبار البلدة, وبينما أنا في طريقي رأيت أمامي مسافةً غير بعيدة فتاة تضع

أغراضها على الأرض يبدو أن الأغراض التي تحملها ثقيلة وهي لا تستطيع حملها لذا هي في حيــــرة من

أمرها , كانت تدير ظهرها ناحيتي لم أرى وجهها لكني حينما أقتربت عنها ماراً بجوارها تمكنت من رؤيتها ,

وجدت نفسي أقف لا شعورياً نعم توقفت لأنها تستحق أن يقف كل من يأتي بجوارها وإن كان ذلك ليس

من باب المروءة لمساعدتها في حمل أغراضها , يكون الوقوف من باب روية لماذا العيون دائماً هي تفتــــن

العاشقين؟ وما هو سر طول الشعرـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

وسواده الحالك وإلهامه للشعراء ليكتبوا لأن ذلك أبسط مايفعلوه تجاه ذلك, في تلك اللحظة أيقنت بأنني

رأيت ماكنت أظنه مستحيلاً نعم فقوامها يترك لديك هذا الإنطباع , إن ملامـــحها تدل علــــــى أنهـــــــا

بــــدويــة , بدوية تظهر البساطة في تعابيرها وأيضاً لبسها لكن برغم بساطته نظيفاً يبدو عليها تهــــتم

به كثيراً لكنها لاتدعك تفكر في لبسها كثيراً لأن بها مايشغلك عن ذلك ,,,,ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(عفواً لا أظنك تعرفني) نطقت هذه الكلمات وخيّل إلي أنها لم تألفها مسامعي من قبل, أجبتها بعد برهة

من الزمن: وتلعثمت في الكلام(عذراً هل لي أن أساعدك؟ وأكون مسروراً بذلك, ظهر الحياء علي محياها

فيبدو أنها لم تعتاد الحديث مع الغرباء , لكنها وجدت أنه لا حيلة لها أجابتني ويبدو أن الكلمات تتمنى

وتتوق لخروجها من شفتي هذه البدوية لأنها تغبط بذلك , أجابتني لكن منزلنا ليس قريباً من هنا ولا أحب

أن أكون سبباً في تأخيرك وإزعاجك فإنني إعتدت على ذلك شكراً لك,,,ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحرجت من ذلك فذهبت وكلي أسى وحزن صرت أندب في حظي ووصلت إلى قناعة أنه قد حلّ بي

ظلم بلى لم أحظى بمرافقتها ,لعلي لا أراها ثانية ,حينها أدركت أنني لا نصيب لي في هذه الحياة ,,,,

تجمعت داخلي الكثير من المشاعر المحبطة ,تارةً أحسست أنني يتيماً حاق به القهر والجور ,,,

تارة أحسست أنني تائهاً تحيط بي الصحراء من جميع الإتجاهات فقدت طريقي داهمني الظلام لاأملك

ماءاً لا بل أنني جائع لا أملك سوى لحى الأشجار ءأكل منها برغم مرارتها, أسير في غير إتجاه ,الظلام

الرياح تأتي بالبرد من كل إتجاه ,,,,لا أدري من أين أتيت؟ ....أين هذا المكان الذي أنا فيه.....متي أصل؟

لا شئ سوى الحيرة ؟؟؟؟ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

إستغفر الله العظيم ,,,,,, هذا ضعف مني ,,,,,, يبدو أنه الشيطان ,,,,, رددتها مرات..... وجدت أنني

إبتعدت كثيراً من مكانها لكني لم أستطيع نسيانها أبداً مع مرور الزمن كلما ءأتي إلى السوق وأعبر

هذا المكان تجدني توقفت لا شعورياً فعنده صورتها تظهر جلياً في ذهني......

                                                                                                       حســــن فـــاروق

هناك 5 تعليقات:

  1. جميل انك تحب النااس تشيلهم جوه في عينك
    جميل انك تكون مشتااااااق وشوقهم شااايلو باااين
    فيك بس الاجمل تكون محبوب وكل الناس تفتش فيك وتشتااااااق ليك

    ردحذف
  2. البسااااطه ديما تكون عندما تكون الاشياء علي طبيعتها خاليه من تكلف وزيف وعلي اثر مقالك هذا يصديقى:تذكرت قول الشاااعر جبرااان خليل جبراان عندما قال:هل تخذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور

    فتتبعت السواقي و تسلقت الصخور

    هل تحممت بعطر و تنشفت بنور

    و شربت الفجر خمراً في كؤوسٍ من أثير

    هل فرشت العشب ليلاً و تلحفت الفضا

    زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى

    أعطني النايَ وغنِّ و انس داء ودواء

    إنما الناس سطور كتبت لكن بماء

    ردحذف
  3. صورت الجمال البدوي في ابهي صوره
    لماذا توقفت عن الكتابة
    منتظرييييييين ابداعاتك

    ردحذف
  4. من اجمل ما قرات

    ردحذف
  5. تسلموا على المرور الجميل والتعليقات الأجمل ودا من ذوقكم
    ولم تتوقف الكتابات ولكن أتردد في إضافة ما يتناسب وذوقكم
    الذي يصعب على أن أرضيه...تقبلوا تحياتي

    ردحذف