الاثنين، 3 يونيو 2013

أنسب زاوية للنظر,,,(نموذج الحرب في سوريا وإستمراريتها)O_O->

أنسب زاوية للنظر,,,(نموذج الحرب في سوريا وإستمراريتها)O_O->
,,,(بقلم: حسن فاروق حاج محمد)
02/06/2013
يرى البعض أن الحرب الناتجة عن الثورة السورية أنها طائفية,ولكن كلنا نعلم أنها كانت في بدايتها لا تتعدى كونها ثورة سلمية لجأ إليها الشعب للتعبير عن قضاياه وللمطالبة بأبسط حقوقه, وأيضاً لإبداء رأيه في مايخص شؤونه والأساليب التي يتبعها النظام في إدارته لها,والغير منصفة حسب رأيهم, وما يؤكد على أنها في بدايتها كانت سلمية ومطلبية وغير طائفية , كونها أشتملت على كافة مكونات البلد من طوائف وأعراق وكيانات سياسية,,تشكل تشكل وتمثل كافة المناطق الجغرافية لسوريا,حتى من بين الثوار تجد منتمين للطائفة (العلوية الشيعية) التي يحسب عليها النظام الحاكم,,بل أكثر من ذلك عندما واجه النظام هذه الثورة بالقوة المفرطة ,,إنشق عديد من قادة النظام في مختلف مكوناته,وهم محسوبين على حزب البعث الحاكم,وإضم كثيرون منهم للثوار.وأما ماجعل الأمور تصل إلى هذا الوضع الذي آلت إليه من سوء,هو تجاهل النظام لمطالب الثوار الشرعية والمتكررة والتي لم يكن مبالغاً فيها,بل هي إستحقاقات مواطنة وطموح من الثوار لوضع أفضل,,وهو واقع معاش في كثير من دول العالم,بل قد تكون بعض الشعوب تخطته بمراحل,ولكن النظام أبى إلا أن يحافظ على طابعه الإستبدادي ودكتاتوريته التي تطغى عليه وورثها, وظلت هم يجثم على كاهل المواطن لأكثر من أربعة عقود,وعانى منها أكثر مما يحتمل وحاق به الظلم والإضطهاد وتدهور حاله في شتى نواحي الحياة,ولكن عين الحاكم أغفلت عن كل هذا, بل الصحيح أنها تغافلت لأنها كانت مسبب رئيسي لما يحدث,كما هو حال الكثير من الأنظمة العربية, فقابل النظام مطالب شعبه هذه على شرعيتها بالسلاح والترسانة العسكرية,التي تم شراؤها من حر مال الشعب,الذي ولّاهم على أمرهوبدل من توجيه هذا المال في تحقيق تطلعات الشعب من تنمية وتعليم وصحة وخدمات تواجه إحتياجاته, أصبحت وبالاً عليه وذلك بإستخدامها من قبل ولاة أمرهم في إستيراد الذخيرة والسلاح الذي يساعد في كبتهم وإسكاتهم وتطويعهم قسراً, ليرتضوا الوضع القائم بكل مراراته وقتامته من دون أي إعتراض أو تذمر,وكانت هذه الحرب المشؤومة التي كان نتاجها عشرات بل مئات الألاف من القتلى والجرحى والأسرى واللاجئين ليس من العدو الخارجي ولكن كانوا من ضمن الرعية الذين لم يجدوا ما يدافعوا به عن أهلهم سوى الأيادي البيضاء والصدور العارية من قبل البعض, والبعض الآخر دافعوا ببعض السلاح المتواضع وأعداد قليلة من الذخيرة التي يمدهم بها بعض المتعاطفين مع قضيتهم وبعضها يتحصلوا عليها عن طريق بعض الفاسدين المتعاطفين من هذا النظام وذلك برشوتهم وهذا حسب قول بعضاً من الثوار أنفسهم. وإذا نظرنا في الأسباب التي أكسبت هذه الحرب  كل هذا الزخم والإهتمام,وأيضاً ما تسبب في إستمراريتها
طول هذا الوقت وإلى الآن, يتمثل كل ذلك في ثلالث محاور: وهي (محور سياسي , محور إقليمي ,ومحور إستراتيجي) أما بالنسبة للمحور السياسي: فيتمثل في الهوية السياسية للحزب الحاكم وهو
حزب البعث العربي الاشتراكي حزب تأسس في في العام 1947م في دمشق,سوريا ,وحكم في سوريا منذ العام 1963م إلى الآن
وهو نفس الحزب الذي حكم العراق منذ العام 1968م حتى سقوط نظام صدام حسين في العام 2003م,ومن
الأساسيات في مبدأ هذا الحزب والتي تخالف الواقع الآن,,أنه تبنى مبدأ الإنقلاب الشعبي على الحاكم الظالم
أو العميل أو من يواكب الإستعمار,,وبسقوط نظام صدام حسين في العام 2003م,,وهو في رأيي قد كان من
أقوى الأنظمة العربية إطلاقاً ومحافظاً على معادلة القوى في المنطقة,الدول العربية من ناحية وإيران وإسرائيل
من الناحية الأخرى,,وعلى هذا تبقى الحقيقة الوحيدة أن بزوال نظام الحكم الحالي في  سوريا,يمثل إنهيار الركيزة الوحيدة والقوية لحزب البعث وتهدد وجوده,,
المحور الثاني: وهو المحور الإقليمي ويكون الصراع فيه طابعه طائفي,,بين المذهب الشيعي الذي يشكل الإنتماء
العقائدي لقادة النظام الحالي(الطائفة العلوية الشيعية) وهذا ما أدخل إيران لتكون طرفاً فاعلاً في الصراع بإعتبار
هذا النظام هو الشيعي الوحيد في هذه المنطقة والذي يدعم وجودها الإقليمي ويشاركها معتقدها بالإضافة للنظام في العراق حالياً الذي أصبح يطغى عليه الطابع الشيعي وأيضاً له إسهام في هذا الصراع, كل هذا  دفع (إيران) للدخول في هذا الصراع وجعل لها دور أساسي, ودعم للنظام الحاكم سواء أن كان ذلك بصورة مباشرة أو من خلال ذراعها الأيمن في لبنان (حزب الله) ,,والكفة الأخرى في هذا المحور هي دول الخليج وبعض الدول العربية التي تنتهج المذهب السني,,وما جعل لها دور هام في السعي لحل هذا الصراع وما دعاها لدعم الثوار
سواء أن كان دعماً سياسياً أو دولياً من خلال المنظمات الإقليمية أو الدولية وأيضاً من خلال دعمها للاجئين وإغاثتهم,,دوافعها كانت غير أن الصراع يدور في بلد مهم على صعيد المنطقة العربية وموقعها الإستراتيجي
بجانب فلسطين ودورها في دعم القضية الفلسطينية,,وأيضاً الدافع الإنساني ,,يظل دخول إيران في الصراع
هو دافع مهم لوقوف هذه الدول مع الشعب السوري وشرعية قضيته,
المحور الثالث والأخير,وهو المحور الإستراتيجي, وتتمثل أهميته في أنه جذب الأطراف العظمى للصراع وهي
الإتحاد الروسي كطرف أساسي والصين كحليف إستراتيجي له يمثلان جانب في هذا المحور,,وتتمثل أهمية هذا المحور في أن سوريا هي تمثل عمقاً إستراتيجياً مهماً للإتحاد الروسي,وذلك بوجود قاعدتين بحريتين في
(اللاذقية – وطرطوس) بحريتان,,تمثلان أضخم وجود عسكري لروسيا في المنطقة وأيضاً تشكل وجود يحمي
مصالحها ويشكل توازناً للقوى في مواجهة الدول العظمى,,وفي الجانب الآخر من هذا المحور توجد الولايات
المتحدة وحليفها الإستراتيجي المملكة المتحدة,,لا سيما أن الولايات المتحدة أصبحت تشكل مهدداً رئيسياً لروسيا
منذ الإتحاد السوفيتي ,وتبين ذلك على أرض الواقع عندما وجدت الولايات المتحدة لها موطئ قدم في العديد
من الدول المجاورة للإتحاد الروسي وقامت بإنشاء بعض القواعد ونشرت العديد من الأنظمة الدفاعية,وفيما يختص بمنطقة الشرق الأوسط تبينت نوايا الولايات المتحدة عندما أسقطت حليف قوي لها وهو العراق وذلك
بعد أن أسقطت الولايات المتحدة بدعم من حلفائها نظام صدام حسين في2003م وحلت مكانها وعززت وجودها
في المنطقة وزاد تضييقها عليها(روسيا),,وهذا ما جعلها تقف وقفتها هذه مع هذا النظام السوري,,وتدعمه في
مجلس الأمن والمنظمات الدولية وتقف حائلاً هي وحلفائها أما كل القرارت والعقوبات التي تهدد هذا النظام و
ذهبت إلى أكثر من ذلك بدعمها له بالسلاح والأنظمة العسكرية المتطورة ولازالت ترفض كل الحلول التي يكون
من بينها سقوط هذا النظام,وما عزز من تخوفها أن الطرف الآخر في الصراع بشقيه السياسي والعسكري لم
تجد منه الضمانات الكافية لتطمئن على مستقبل وجودها ولم يبعث لها برسائل تطمئينية تجعلها تدعوها لتكون
مرنة في مواقفها تجاهه,وبين كل هذا تتصيد الولايات المتحدة وبريطانيا في الماء العكر عسى ولعلّ أن يكون
تغيير النظام يأتي لصالح تعزيز وجودها في المنطقة وكسب حليف جديد على حساب الإتحاد الروسي, مع أهمية
أن هذا البلد له حدود مع حليفتها الإستراتيجية في المنطقة وهي دولة الكيان الصهيوني ويشكل خطراً عليها.

 










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق