الثلاثاء، 27 مارس 2012

فجأة قد يحدث شئٌ ما..



... القصة بدأت وأنا في السنة الأولى للمرحلة الابتدائية مما يعني أن عمري 5 أو 6 سنوات في ذلك الوقت كنت في البيت أجلس بجوار صنبور المياه في الحوش الخلفي في بيتنا القديم صنبور المياه أغسل في يدي في الحوض الذي مكانه بجوار شجرة النخيل التي يتواجد منها الكثير في دارنا..وأيضاً هنالك كانت بعض أشجار الليمون والجوافة والرمان والتبلدي البرتقال وأيضاً شجرة حناء..وشجرة تمر هندي...ولم تكن كلها في حوش واحد بل توزعت بين الحوش الخلفي لبيت الخاص بالحريم والحوش الوسط الذي يقع في ملحق الخدمة , والحوش الأمامي الذي هو في واجهة ديوان الرجال(الصالون) فوالدي يُحب زراعة الأشجار ويهتم بها كثيراً ويأتي بصورة منتظمة الجنايني الذي يقوم بقصها وتنظيف أحواضها من الأعشاب والطفيليات التي تؤثر على نموها وأيضاً يأتي باللقاحات لأشجار النخيل ويقوم بتلقيحها في موسم تكاثرها...وأيضاً يرش الأشجار بالمبيدات.. ويقوم قص النجيلة على الحديقة التي مقابلة للمدخل الرئيسي وتتوسط الأشجار تحدها من الأطراف بعض الورود البلدية أخذني الحنين لبيتنا القديم هذا للإسترسال ولكن تدور القصة التي أنا بصدد روايتها أنه بينما كنتُ بجوار صنبور المياه جالساً إذ أتى والدي خارجاً من الصالة وهو يتهيأ للذهاب خارج البيت وذلك يبين من هيئته ,إذ أنه في كامل حُلته رءأني وأنا جالسٌ عند الصنبور فنده علي فنده علي أو أشار علي لا أذكر فوقتٌ طويل مذ ذلك الوقت أتيت إليه وكلي أدب وتهذيب وفي قمة الوداعة وتبين علي كل علامات الطاعة فعندما دنوتُ منه فأجأني بصفعةٍ قوية على وجهي ذُهلت لذلك وكانت صدمة قوية لي لأنني لم أكن أتحسب لذلك فأحسستُ بأن ظلماً كبير قد حاقَ بي لا بل كل الظلم والقهر المتاح على الأرض قد تجمع وتملكني في تلك اللحظة ماذا جنيت ليفعل كل هذا بي ماهو الذنب العظيم الذي إرتكبته لأعاقب عليه مثل هذا العقاب القاسي بعد أن صفعني تركني وذهب مواصلاً سيره كأن لم يحدث شيئاً أو كأنه أدى عملاً إعتاد عليه ولم يحرك فيه ساكناً ولم ينطق ببنت شفة ولم يوضح لي الأسباب ظللت متسمراً في مكاني ذاك برهة من الوقت بدأت أتخيل ما هي أقسى العقوبات التي ممكن أن أمر بها أكثر من هذي وماهي تجارب الظلم والقهر التي مرت على هذا الكون من قبل والتي ستأتي من بعد تخيلت الكثير الكثير من الأحداث المؤلمة والعقوبات التي يمكن ينالها من هم أبرياء دون جنايةً إرتكبوها بعدها ذهبت لأستقصي وأستجلي حقيقة الأمر من أفراد البيت, إخوتي ووالدتي لأعرف ماذا فعلت ومن وشى بي ومالذي جعلني إستحققتُ كل هذا وجدت أنني قبل يومين أو ثلاثة أيام مضت قبل تلك الحادثة أنني كنت قد وجدت أعقاب سيجار على سطح المكتبة التي تخص والدي في غرفته وأشعلتها من باب حب الاستطلاع الذي يتملك كل طفل في عمري من باب التعرف على الأشياء ومعرفة كنهها أشعلتها وإستنشقت من دخانها وكان شعوراً عظيماً حينها ولو أنني كنت أعرف أنها ستجلب لي كل هذا الهلاك لما تجرأت لفعل ذلك هذا كان شعوري وقتها ولكن بعد مرور الزمن وبعد أن تعقلت أكثر في هذه الحياة تغير مفهومي لهذه التجربة وإختلف إنطباعي عنها, وجدت أن تعامل والدي بهذا العنف والقسوة حينها كان رد فعل لحبه لي العنيف أيضاً ولأنه لا يريد أن يرى في إبنه ما يعيب لأنه يراه ملكاً في نظره وإن لم يرآه ملكاً يريده أن يصبح ملاكاً بين أقرانه وهكذا الحال مع والدتي ترآني قطعة منها فلذة كبدها بل أحب قطعةٌ لها وهذا الذي حدث نتاج لحرصهم ومحبتهم وخوفهم الشديد علي ولم يكن ذلك نتاج لحالة عدائية أو ناتج عن كره لي بل أعظم حب يا إلهي أدركت أن التعبير عن الحب يمكن أن يكون بطرقٍ متعددة وبعضها تشوبه القسوة وأيضاً أدركت أن هذه القسوة هي من الخارج فقط لكنها تخفي خلفها زخم من مشاعر الأُبوة الصادقة عندما وعيتُ ذلك فرحتُ جِدا وعرفت أنني إنسان له قيمته وهذه القيمة يرسيها من هم حولي وتملكني الحنين لتلك التجربة لأنها كانت إحدى الأدلة التي أثبتت لي عظمة وقداسة هذه العلاقة الإنسانية الممتدة والمتجذرة والأزلية ..
وعرفت أن صنبور المياه له مهام أخرى غير مدنا بالمياه ولكن قد يكون شاهداً على مراحل مهمة في الحياة..
 (ربي أغفر لي ولوالدي ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا) آميين.. 
Mohammed Hassan

حســـــــن فــــاروق..

هناك تعليق واحد:

  1. ربنا يبارك فى عمر امى و ابوى ويرزقنا برهم ،، كسره/ الصوره معبره جدا

    ردحذف